أحمد الفيلكاوي، نوخذة كويتي قارب عمره الـ 100 أو تجاوزها بقليل، لكن إرادته للحياة والعمل لا تعترف بالسنوات والعقود. يعيش في بنغلاديش منذ 1981، والد الـ 12 ابنا وابنة، تزوج مجددا من بنغالية بعد سفره الى داكا وأنجب على كبر ابنتين هما عائشة وغالية اللتان تدرسان اليوم في داكا.
كرّس السنوات الطويلة التي قضاها في بنغلاديش – بتجربة غير مسبوقة لأي مواطن كويتي آخر – في عمل الخير وتنفيذ المشروعات الخيرية، حيث بنى أكثر من 5000 مسجد و300 مدرسة وحفر أكثر من 1000 بئر وساهم في تزويج عدد كبير من الفتيات خاصة اليتيمات عبر مساعدتهن في توفير المهور لأزواجهن في مجتمع تقدم فيه الزوجة المهر للزوج.
الكل في داكا يعرفونه وينظرون له على انه واحد من أهل البلد بلا شك، ومنذ وصل وفد «الأنباء» الى العاصمة البنغلاديشية بادرنا الجميع بضرورة زيارته لنستمع الى تجربته منه شخصيا، حيث ترتبط به في أذهان من يعرفونه ويجلّون أعماله وإسهاماته صورة الكويت كبلد لأهل الخير والعطاء.. وهذا ما كان.
توجهنا الى حيث يقيم النوخذة أحمد الفيلكاوي وعلى بعد أمتار من الشقة التي يقطنها يوجد مسجد ساهم هو في بنائه ويتسع لـ 5000 مصل.
دخلنا الى غرفته يقودنا شقيقان بنغاليان يعملان معه كمساعدين شخصيين منذ سنوات. فرح لوجودنا وكان يسأل عن توفير مبلغ 100 دينار لعدد من الفتيات اللاتي سيتم ضمهن الى قائمته في تلقي المساعدة للزواج.
ذكريات
يقول النوخذة أحمد: لي ذكريات طويلة في الكويت وخارجها وفي إحدى المرات وقبل انفصال باكستان عن الهند بسنوات (الانفصال تم 1947) قُبض عليّ في كراتشي من قبل السلطات الهندية وأنا أحاول تهريب الذهب في حذائي وتعرضت للحبس 10 أيام، كما تمت مصادرة الذهب ومع ذلك لم أفقد في يوم حس المغامرة.
وعن سبب تفكيره في الإقامة في بنغلاديش قال: في أول الثمانينيات كنت أرغب في بناء مسجد باسم المرحوم والدي وقد التقيت برجل بنغالي يقرأ القرآن في المسجد وأخبرني بالحاجة في بلده ودعاني لتوجيه المبلغ الى داكا فقلت له اني مستعد للسفر بنفسي والاشراف على البناء وهذا ما تم.
وبعد ذلك تلقيت من كثير من أهل الكويت الخيرين طلبات بأن أنفذ لهم مشاريع مشابهة لصالح هذا الشعب المسلم الذي يعاني من الفقر، وبدأت الرحلة التي لم تتوقف الى اليوم.
العودة
تلقائيا توجهنا بالسؤال الى النوخذة الفيلكاوي: هل تفكر في العودة الى الكويت.. فأجاب: أنا أزور الكويت بين فترة وأخرى ولكن لمدد قصيرة لا تتجاوز الـ 5 أيام، بالتأكيد أفكر في النهاية بالعودة الى بلدي، وحصلت ابنتاي اللتان ولدتا هنا على الجنسية الكويتية لأن والدهما كويتي، أفكر في العودة ولكن ليس الآن، فلدي الرغبة في مزيد من العمل ومازلت أشعر رغم كبر السن والمرض بأني قادر على العطاء واعمل دائما بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من طال عمره وحسن عمله»، وأعتقد ان هذا الحديث ولله الحمد ينطبق عليّ.
الفيضان والقارب
يروي النوخذة الفيلكاوي كيف انه عايش شعب بنغلاديش أفراحهم وأتراحهم وظل الى جانبهم في أصعب اللحظات ومنها الكوارث والفيضانات الشائعة الحدوث في هذا البلد وروى لنا كيف انه في إحدى المرات اضطر بعدما غمرت المياه بيته ان يتوجه الى مبنى السفارة الكويتية في داكا بواسطة قارب. وأكد انه لا يشعر بالوحدة ومن وقت الى آخر يزوره بعض الأصدقاء من الكويت ممن يترددون على بنغلاديش.
صورة للسيد أحمد الفيلكاوي اثناء خدمته في الكويت ومع اولاده
الأولاد والأحفاد
يذكر طفولته وسنوات شبابه في الكويت ويقول انه بـــــــدأ الغــوص فــي عمــر الـ 17 بمساعدة النوخذة الراحل محمد طاهر الفيلكاوي «الذي كان أول من غصت معه في حياتي» ويضيف ان له 12 ابنا وابنة وانه يحبهم جميعا ويحب أولادهم لكنه لا يعرف عدد أحفاده بالضبط: ربما 70 أو 80 وأنا سعيد لأن بعض أحفادي تزوجوا وأنجبوا وإن شاء الله فإن أولادهم سينجبون أحفادا لأولادي.
النوخذة أحمد الفيلكاوي أشبه بمكتبة متنقلة فيها مخزون من المعلومات والسجلات التي يحفظها رجل أنعم الله عليه بنعمة الذاكرة ونعمة السمع، حيث يتميز عمن بلغوا سنه بأنه لايزال – بحمد الله – قادرا على النقاش في التفاصيل وعندما يغيب عنه رقم أو معلومة أو اسم شخص بنغالي أو منطقة يصرخ بصوت عال الى أحد مساعديه ويسأله بلغة مختلطة فيها شيء من العربية والبنغالية عن المعلومة لتأتيه ويذكرها لنا ثم يستمر في حديثه الذي لا يخلو من الطرافة والروح الرائعة والتفاؤل والابتسامة.
اللقاء مع النوخذة أحمد الفيلكاوي كان من أجمل القصص وأكبر المفاجآت التي عايشناها خلال جولتنا في بنغلاديش.
المصدر جريدة الأنباء
موضوع حلو عن رجل امضى حياته في الخير
بس شي واحد قثني بالموضوع!!
بناته انولدوا في بنغلاديس وعاشوا مناك ودرسوا مناك وامهم بنغاليه وما يعرفون الكويت ولا شافوها وباجر ايون الكويت وينحسبون كويتيات ماده اولى !!
ويصير حالها حال بنت الكويت اللي مولوده بالكويت
يعني يا كويتيه حالج حال البنغاليه !!